مجلة المعرفة العدد 156/ «لي كوان يو » مؤسس سنغافورة الحديثة يقول: لو ولدت سعوديًا لـ..
سلمان محمد المطيري ــ حفر الباطن :
«إن نظامنا التعليمي مبني على قاعدة تقول لا تقمع الفضول عند الأطفال، ولا تسكت صوتهم وأعطهم حرية التعبير»، هكذا لخص «لي كوان يو» مؤسس سنغافورة الحديثة نظام بلاده التعليمي في محاضرته التي ألقاها في منتدى التنافسية الدولي الثاني الذي عقد بالرياض في شهر يناير من هذا العام.
وتحدث «لي كوان يو» بأسلوب الناصح الموجه، بافتراض أنه سعودي، مبتدئًا كلامه في كل مرة بقوله:«لو ولدت سعوديًا..»، يقول «لي كوان يو»:
- «لو ولدت سعوديًا لعملت على إتقان اللغة الإنجليزية، فنحن غيرنا أسلوب التعليم وأوجدنا لغة تمكن كل باحث من الحصول على المعلومات عن طريق شبكة الإنترنت، فإنه من الصعب أن تمنع تأثير الأجنبي على مجتمعك بصورة كاملة، ولكن عندما تتغير أساليب الحياة تتغير مشاكل مجتمعكم فيتحقق لكم ما تريدون».
- «لو ولدت سعوديًا لاهتممت بالثقافة والفنون حتى نتمكن من تكوين أشخاص قادرين على اختيار موقعهم ووظائفهم، ويؤمنون بأن الحياة تستحق العناء من أجلهم وأجل أبنائهم».
- «لو ولدت سعوديًا لأوجدت التعليم المتساوي للفتيات والفتيان القائم على التوازن وعدم وجود تنافس ضار ما بين المرأة المتعلمة والرجل المتعلم، وعندما تركز الدولة على تطوير التعليم في مختلف مراحله تحقق أفضل النتائج».
- «لو ولدت سعوديًا لوجدت أن الانفراد بطريق علمي مميز هو الطريق لأمة قوية وغنية».
- «لو ولدت سعوديًا لعملت على تطوير التعليم إلى التعليم العلمي الذي ينقلكم إلى مراتب متقدمة من التطور، فبالنسبة لكم العالم القديم كان مكونًا من بدو، وجمال، ولكن الآن أمامكم خيارات عظيمة لأن تطوروا أسلوب حياتكم، وأمامكم الفرصة المواتية لأن تتساءلوا عن كيفية تطوير حياتكم واقتصادكم لكي تعيشوا حياة ذات مستويات مرتفعة للغاية بعد حقبة النفط».
- «لو ولدت سعوديًا وأعطيت هذه المهمة انطلاقًا من بداياتنا لطرحت سؤلًا مفاده، ما الذي سيزيد من أهميتي بالنسبة لدول العالم؟ حتمًا إنه ليس رملي، ولا جمالي، بل إنه نفطي، فهذا المورد مورد نادر جدًا.. والسؤال هو: كيف نفعل قيمة هذا النفط مع ندرته في المستقبل؟ ويجيب: إنني لن استهلكه فقط للتزود بالطاقة، بل ساستثمره في صناعات أخرى تعتمد على النفط كصناعة المواد البلاستيكية والنقل، فعليكم تطوير هذه الصناعات بحيث يقوم شبابكم بها بأنفسهم، ومن المهم أن تقيموا صناعات تسمح لمواطنيكم بالاستثمار فيها، ولابد أن ترسلوا أبناءكم للعمل في الدول المتقدمة ثم العودة إلى تأسيس أعمال صناعية ومصارف إسلامية جديدة في بلدكم، فالمهم أن تتعلموا كيفية استثمار احتياطيكم النفطي وكيفية إدارة مواردكم لتحقيق أكبر فائدة ممكنة».
علينا دراسة نصائح هذا الرجل المجرب ووضعها في جانب التطبيق الفعلي بعد وضع الخطط اللازمة للتنفيذ، فالتعليم، والإنسان، والنفط، هذا مثلثنا، وعلى الأضلاع أن تتساوى، والزوايا تتطابق، وأن نغير من قناعاتنا بأننا مواطنون من دول العالم الثالث إلى التفكير بطريقة مواطني الدول المتطورة.